والأشياء في مواضعها الصحيحة ، فإنّ الجاهل هو الذي لا يضعها ، أو يضعها في غير أماكنها.
وحياة الإمام الحسين عليهالسلام حكمة خالصة من بدايتها إلى نهايتها ، وإذا قلنا بمقياسنا نحن البسطاء أنّ الأمور تُعرف بخواتيمها ، وعلمنا جميعاً أنّ ختام حياة الإمام عليهالسلام كانت أفضل الخواتيم وأفجعها ، ألا وهي الشهادة في سبيل الله ، حتّى صار إلى قيام الساعة سيّد الشهداء شهيد الطفوف وكربلاء.
وممّا يروى عنه (صلوات الله عليه) في هذا الباب الحكيم ، وهذا المجلس الذي كان بحضرة أبيه أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام حيث أقبل على الحسين عليهالسلام فقال له :
«ما السؤدد؟». (أي السمو والرفعة والفخر والشرف للإنسان).
قال عليهالسلام : «اصطناعُ العشيرةِ ، واحتمالُ الجريرة». (أي خدمة الناس وحمل الأعباء الثقيلة عن أصحابها).
قال عليهالسلام : «فما الغنى؟». (أي الذي يجعلك غنيّاً في نفسك).
قال عليهالسلام : «قِلّةُ أمانيك ، والرّضا بما يكفيك». (أي قلّة الأماني ، فالقناعة كنز لا يفنى).
قال عليهالسلام : «فما الفقر؟». (أي المعنوي والنفسي وليس المادي فقط).
قال عليهالسلام : «الطَّمعُ وشدّةُ القنوط؟». (أي الطمع بما في أيدي الناس ذلّ ، والقنوط من رحمة الله كفر).
قال عليهالسلام : «فما اللؤم؟». (أي ما يخبرك عن لؤم إنسان ونذالته).