وكم هي الأحاديث النبويّة والإماميّة حول الرحم وصلتها ، وثواب ذلك الوصل الذي أمر الله به. ففي الحديث النبوي الشريف : «أوصي الشاهدَ مِنْ أُمّتي والغائب ، ومَنْ في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة ، أنْ يصلَ الرَّحمَ وإن كانت منه على مسيرة سنة ؛ فإنَّ ذلك من الدِّين» (١).
وأمير المؤمنين عليهالسلام يقول : «صِلوا أرحامكم ولو بالتّسليم» (٢).
والإمام الباقر عليهالسلام يقول : «إنَّ الرحم متعلّقةٌ يوم القيامة بالعرش ، وهي تقول : اللّهمَّ صل مَنْ وصلني ، واقطع مَنْ قطعني» (٣).
والإمام الصادق عليهالسلام يقول : «صلة الرَّحم تهوِّن الحساب يوم القيامة ، وهي منسأةٌ في العمر ، وتقي مصارع السُّوء» (٤).
فالرحم : ربما تكون من الرحمة والتراحم ، فإذا وصلت كانت سبباً لنزول الرحمة الإلهيّة على اُولئك المتراحمين ، فيرحمهم الله ؛ لأنّهم تراحموا فيما بينهم ، ولهذا تكون منسأة ، مطوّلة للعمر والأجل المحتوم (الموت) ، وتزيد في الأرزاق ، وتبارك الأعمار ، وتبني البلاد ، وتزدهر أحوال العباد.
والعقوق والقطيعة : من أهم أسباب التنازع والخصام ، وهي في ذوي الأرحام تكون الحالقة ؛ لأنّها تحلق الأعمار والأرزاق ، وتدع الديار لا خير فيها ، ولا بركة تنزل عليها من الباري تعالى : «ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في
__________________
١ ـ جامع السعادات ٢ ص ٢٦٠.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ المصدر نفسه.
٤ ـ المصدر نفسه.