خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) (١).
والإمام الحسين عليهالسلام يقول : «مَنْ عبد الله حقّ عبادته ، آتاه الله فوق أمانيّه وكفايته» (٢).
ولكن حقّ العبادة كيف؟ ومَنْ يستطيع أن يعبد الله حقّ العبادة إلاّ الخُلّص من العباد؟ كالإمام ومَنْ هم مثله في الطهارة والكمال من آله الكرام (سلام الله عليهم جميعاً).
وأمّا بالنسبة للتقوى : فللإمام الحسين عليهالسلام كلمات رائعة ، وخطب مدوّية يحض الأُمّة ويحثّها على التقوى التي هي أجلى غايات العبادة ، كخطبته التي يقول فيها :
«أوصيكم بتقوى الله ، وأُحذّركم أيّامه ، وأرفع لكم أعلامه ، فكأنّ المخوف قد أُفد بمهول وروده ، ونكير حلوله ، وبشع مذاقه ، فاعتلق مهجكم ، وحال بين العمل وبينكم.
فبادروا بصحّة الأجسام في مدّة الأعمار ، كأنّكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها ، ومن علوِّها إلى أسفلها ، ومن أُنسها إلى وحشتها ، ومن رَوحها وضوئها إلى ظلمتها ، ومن سعتها إلى ضيقها ، حيث لا يُزار حميمٌ ، ولا يُعاد سقيمٌ ، ولا يُجاب صريخٌ.
أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم ، ونجّانا وإيّاكم من
__________________
١ ـ سورة الذاريات : الآية ٥٦.
٢ ـ بحار الأنوار ٦٨ ص ١٨٤ ، مجموعة ورام ٢ ص ١٠٨.