ويرمون الأُمّة الإسلاميّة بالكفر والشرك ؛ لأنّها تنزّه الله عن التشبيه.
فيا أُمّة الإسلام ويا شعوب الأرض ، تعالوا تعلّموا من الحسين بن علي وسائر أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) العلوم الحقَّة التي لا يمكن أن نجدها عند غيرهم من سكّان المعمورة ، ودعكم من تخرّصات الآخرين.
فكيف لغير أولياء الله أن يعرفوا الله؟! وكيف لأعداء الله أن يعرفوا شيئاً عن الله تعالى في أسمائه وصفاته؟! فمعرفة الله تُؤخذ من أوليائه المقرّبين لا من أعدائه والمشبّهين له بعباده أو مخلوقاته. وهذا الإمام الحسين عليهالسلام يحذّرنا من اُولئك الذين يمرقون من الدين ، (الخوارج قديماً ، والذين يكفّرون المسلمين حديثاً) ، ويصف لنا الله سبحانه بهذا الحديث الرائع :
«أيّها النّاس ، اتّقوا هؤلاء المارقة الذين يُشبّهون الله بأنفسهم ، يُضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكتاب ، بل هو الله ليس كمثله شيءٌ ، وهو السميع البصير ، لا تُدركه الأبصار ، وهو يُدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير. استخلص الوحدانيّة والجبروت ، وأمضى المشيئة والإرادة ، والقدرة والعلم بما هو كائنٌ ، لا منازع له في شيء من أمره ، ولا كفؤ له يُعادله ، ولا ضدّ له يُنازعه ، ولا سميّ له يُشابهه ، ولا مثل له يُشاكله. لا تتداوله الأمور ، ولا تجري عليه الأحوال ، ولا تنزل عليه الأحداث ، ولا يُقدّر الواصفون كُنه عظمته ، ولا يخطُر على القلوب مبلغ جبروته ؛ لأنّه ليس له في الأشياء عديلٌ ، ولا تُدركه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلاّ بالتحقيق إيقاناً بالغيب ؛ لأنّه لا يُوصف بشيءٍ من صفات المخلوقين ، وهو الواحد الصّمد ، ما