فبكى ابن الأزرق ، وقال : يا حسين ، ما أحسن كلامك؟!
قال له الحسين عليهالسلام : «بلغني أنّك تشهدُ على أبي وعلى أخي وعليّ بالكفر».
قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين ، لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الأحكام.
فقال له الحسين عليهالسلام : «إنّي سائلك عن مسألةٍ».
قال : اسأل.
فسأله عن هذه الآية : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) (١) ، يابن الأزرق ، مَنْ حُفظَ في الغُلامين؟
قال : أبوهما.
قال الحسين عليهالسلام : «فأبوهُما خيرٌ أم رسول الله صلىاللهعليهوآله؟».
قال ابن الأزرق : أنبأنا الله أنّكم قوم خصمون (٢).
الإمام حياة العلم كما في الرواية ، أي أنّ به يحيا العلم وينمو ويبارك ، ولولا الإمام المعصوم في كلّ عصر لتاه الناس عن دينهم ، وتشتّت بهم الأهواء ، وكثرت التأويلات والاجتهادات في دين الله ، كما فعل المجسّمة وأتباع القياس قديماً وحديثاً ، لا سيما اُولئك الذين يدَّعون التوحيد وهم مشركون مشبّهون ،
__________________
١ ـ سورة الكهف : الآية ٨١.
٢ ـ تاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام الحسين ص ١٥٧ ح٢٠٣.