وأراد أن يبيّن معالم الدين ، ويوضّح أحكامه ، ليسلّمه إلى الأجيال صحيحاً ناصعاً جميلاً.
وأراد أن يستنير الجميع بنور الله الأعظم بالقول والعمل حتّى الشهادة.
وأراد أن يؤكّد مكانة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ويمكّن دينه حتّى ولو كلّفه ذلك نفسه القدسيّة ، وجميع مَنْ معه من الأهل والأصحاب الكرام.
نعم ، أراد أن يزهق الباطل ، ويثبت الحقّ لوجه الحقّ تعالى ، ويسجّل ذلك كلّه بدمه الطاهر الزكي على تراب كربلاء ، ليبقى شعاراً تتناقله الأجيال المؤمنة ، ويذكره الرجال الطامحون إلى الإصلاح بالسلم والعلم. وهذا المهاتما غاندي الذي حرّر الهند من الاستعمار البريطاني بحركته السلميّة يقول : (تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر).
والمهاتما غاندي ، هذا الرجل الذي دحر الاستعمار البريطاني من بلاده ، بعد استعمار واحتلال دام قروناً عدّة ، ونهب طال كلّ خيرات الهند ، بماذا حرّر بلاده؟
حرّرها بشعاراته السِّلميّة ، وحركته السِّلميّة الإصلاحيَّة التي شهد لها التاريخ الحديث بالحكمة والحنكة والشجاعة. وغاندي هذا تعلّم من الإمام الحسين عليهالسلام ، وتعلّم من الإسلام الأخلاق الفاضلة الكريمة ، من حلم وصبر ، وشجاعة ووفاء ، ومحبّة وإخاء ، وثبات على الحقّ الذي يعتقد به ، فحرَّر بلاده وصار مثالاً يُحتذى به ، وعَلماً يُشار إليه بالبَنان كلّما ذُكر السَّلام ، وما هو إلاّ تلميذ في مدرسة المولى أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء.
نحن إذا نظرنا في التاريخ وفي الواقع فسنجد أنّ البعض يحاول أن يبني