أرادوا أن يعيدوها جاهليّة جهلاء ، فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل.
أرادوا أن يطمسوا معالم الدين الحنيف ، ويسلّموه للأجيال اللاحقة مشوّهاً ومنفّراً.
أرادوا أن يُطفئوا نور الله بأفواههم وأعمالهم ، وبكلّ ما توفّر لديهم من معطيات.
أرادوا أن ينتقموا من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بإبادة ذريّته وقتل ريحانته وأبنائه عليهمالسلام.
أرادوا أن يحكموا بالباطل ، وهم لا يعترفون بالحقّ تعالى.
فكيف السبيل إلى دفع إرادتهم السيئة الخبيثة بإرادة نورانيّة رحمانيّة ربّانيّة؟ فهل هناك إلاّ إمام ذاك الزمان ، المكلّف برعاية وحفظ الدين وتسديد الأُمّة ، وإعادتها إلى جادة الصواب إذا مالت بها الطريق في أثناء مسيرتها؟!
لقد كان الإمام الحسين سبط رسول الله ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، فأنعم به وأكرم من قائد حقّ ، وناطق بالصدق ، تتجسّد فيه أخلاقيّات الإسلام والقرآن ورسول الله ، وشجاعة والده علي بن أبي طالب ، ورقّة ولطافة ومحبّة أُمّه فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فحركة الإمام منذ البداية وحتى النهاية ـ وهي لما تنته إلى الآن ـ كانت تهدف إلى إبطال كلّ ما أراده اُولئك الرهط اللعناء بحقّ الدين الحنيف.
فأراد الإمام عليهالسلام أن يؤكّد الإسلام ويرسّخه في الأُمّة كوحي منزل من السماء.