الحكم على والي يزيد بن معاوية على المدينة ، إلاّ إنّ الإمام عليهالسلام كان قد اصطحب معه فتيان بني هاشم احتياطاً لمثل هذا العمل الدنيء من الحاكم وأعوانه ، وكان في كلّ مسيرته النهضويّة مسالماً ، لم يبدأ أحداً بعدوان ، ولم يشنّ على أحد حرباً.
أمّا عن أهداف الحركة (أو النهضة) الحسينيّة ، فإنّ الإمام عليهالسلام قال منذ البداية :
«إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مُفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومَنْ ردّ عليَّ أصبر حتّى يحكم الله بيني وبين القوم الظالمين» (١).
فالحركة لطلب الإصلاح في الأُمّة. وهذا لا يأتي إلاّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وذلك لأنّ بني أُميّة غيّروا قواعد الإسلام ، وحرفوا الأُمّة عن المحجّة البيضاء والصراط المستقيم ، حتّى فشا المنكر وقلّ المعروف بكثرة أنصار الأوّل وخذلان الثاني ، حتّى صار الإسلام بحالة من التقهقر والرجوع إلى العهد الجاهلي ، وهذا لا يمكن السكوت عنه.
فنهض الإمام الحسين عليهالسلام ، وتحرّك لإصلاح منظومة القيم الإسلاميّة ، وإنقاذ الإسلام من الجاهليّة ، وبالتالي إعادة المجتمع المسلم إلى أخلاقيّات الإسلام وأحكام القرآن ، وسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسنّته الشريفة ، ولكن كيف؟
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٤٤ ص ٣٢٩.