علي عليهالسلام ، ولقد قال فيهم الإمام علي عليهالسلام في صفين : «لو تمّتْ عدّتهم ألفاً لعُبد الله حقَّ عبادته».
وكانوا من شجعان العرب المشهورين ، وحماتهم المعروفين ؛ ولذا لقبوا بـ (فتيان الصباح) ، وعابس هذا كان من أكابرهم ورجالاتهم الرفيعة الشأن ، وما أن قدم مسلم بن عقيل عليهالسلام الكوفة حتّى بايعه وراح يساعده في جميع شؤونه.
وفي يوم الطفّ وقف أمام سيّد الشهداء ليودعه بهذه الكلمات التي تشعّ محبّة وفخاراً ، وتنضج بالولاء والوفاء : ما أمسى على ظهر الأرض ، قريب ولا بعيد ، أعزّ عليَّ منك ، ولو قدرت أن أدفع الضيَّم عنك بشيء أعزّ عليّ من نفسي لفعلت. السّلام عليك ، اشهد لي أنّي على هداك وهدى أبيك. ومشى بالسيف نحو القوم.
قال ربيع بن تميم : فلمّا رأيته مقبلاً عرفته ، وقد كنت شاهدته في المغازي فكان أشجع الناس ، فقلت للقوم : أيّها الناس هذا أسد الأسود ، هذا ابن شبيب لا يخرجنّ إليه أحد منكم.
فأخذ ينادي : ألا رجل ، ألا رجل لرجل؟! فتحاماه الناس لشجاعته المعروفة ، فقال لهم عمر بن سعد وكان قريباً منهم : ويلكم! ارضخوه بالحجارة (اضربوه بها بشدّة وقسوة).
فرموه بالحجارة من كلّ جانب ، فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره وشدَّ على القوم ، فصاح به أحد أصحابه : ما لك يا عابس هل جُننتْ؟!