إذاً ، فالإمام القائد عليهالسلام لم يصرخ أو يأمر أو ينهر تلك النساء من حوله ، بل كان لهنّ البلسم الشافي ، والأدب الراقي ، والنور الساطع ، وكلّ ذلك بأخلاقه الفاضلة.
الحسين عليهالسلام وزوجة النصراني
ولدينا صور أُخرى عن مناقبيّات سبط الرسول الحسين عليهالسلام مع النساء في يوم عاشوراء ، كأُمّ وهب التي رافقته مع زوجها النصراني المؤمن الذي قُتل مع زوجته ، وكانت من قبل تنهاه عن الالتحاق بالإمام الحسين عليهالسلام ؛ لأنّه عريس جديد وشاب نضر.
فإنّك تجد الإمام القائد عليهالسلام يخاطبهنّ بهذا الخطاب : «يا أمة الله ، عودي إلى الخيام رحمك الله ؛ فإنّه ليس على النساء جهاد. أما ترضينَ أن تكوني مع زينب والرّباب»(١).
وهكذا فإنّ الأخلاق الإسلاميّة التي جسّدها الحسين عليهالسلام كانت حاضرة بكلّ دقّة ورقّة في جنبات كربلاء ، لا سيما في أيّام عاشوراء. فأبو الفضل العباس عليهالسلام كانت أمنيته أن يوصل الماء إلى النساء والأطفال في ذلك اليوم ، والإمام عليهالسلام ترك الماء عندما قال له ذاك الجلف : تتلذّذ بالماء البارد وقد هجموا على خيامك وهتكوا حريمك؟
فالغيرة والحميّة والعفة ، وجميع المفردات الأخلاقيّة كانت حاضرة عند الإمام ولم يفته منها شيء ، ولو تتبّعناها لطال بنا الحديث ، ولكنّ نباهة القارئ
__________________
١ ـ المصدر السابق.