نُصلّي».
فقال الحصين بن نُمير : إنّها لا تُقبل. (تصوّر أنّ صلاة الإمام الحسين عليهالسلام لا تقبل عند هذا)!
فقال حبيب بن مظاهر الأسدي : لا تُقبل الصلاة كما زعمت من ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وتقبل منك يا ختَّار (يا حمار)!
فحمل عليه حصين بن نُمير ، وحمل عليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشبَّ (وثب) به الفرس ووقع عنه الحصين ، واستنقذه أصحابه.
فقال الحسين عليهالسلام لزهير بن القين ، وسعيد بن عبد الله : «تقدّما أمامي حتّى أصلّي الظهر». فتقدّما أمامه في نصف أصحابه حتّى صلّى بهم صلاة الخوف (١).
ووقف البطل سعيد بن عبد الله الحنفي أمام الإمام الحسين عليهالسلام درعاً ووقاية له أثناء الصلاة ، ولمّا أُثخن بالجراح سقط على الأرض ، وهو يقول : اللّهمَّ العنهم لعن عاد وثمود ، وأبلغ نبيّك منّي السّلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ؛ فإنّي أردت بذلك ثوابك في نصرة ذريّة نبيّك صلىاللهعليهوآله. والتفت إلى الحسين عليهالسلام قائلاً : أوفيتُ يابن رسول الله؟
قال عليهالسلام : «نعم ، أنتَ أمامي في الجنّة».
وقضى نحبه ، وارتفعت روحه إلى ربِّه ، فوجدوا فيه ثلاثة عشر سهماً غير الضرب بالسيف والطعن بالرمح. حقاً هكذا تصنع العقيدة أبطالاً يفخر بهم التاريخ ، وتخلّدهم الأُمم.
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٤٥ ص ٢١ ، الكلمة ص ٢٨٤.