كان يقول : «حُبّبَ إليّ من دُنياكم ثلاث ... وجعلت قرّة عيني في الصلاة» (١).
ولذا فإنّ قصص الأئمّة من أهل البيت الأطهار عليهمالسلام مع الصلاة عجيبة وغريبة ، لا سيما وأنّ أمير المؤمنين علي عليهالسلام كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وحفيده الإمام زين العابدين علي بن الحسين لقّب بالسجاد عليهالسلام لكثرة صلاته وسجوده.
وأمّا المولى أبو عبد الله الحسين عليهالسلام فإنّه كان يحبّ الصلاة ، ومَنْ أحبَّ شيئاً بادر إليه ، ووالده العظيم حينما وقف في ليلة الهرير المشهورة في حرب صفين وراح يصلّي ، استنكر عليه أحد القوم فقال له : صلاة في مثل هذا اليوم (الوقت) يا مولاي؟!
فقال عليهالسلام : «على ماذا إذنْ نُقاتلُ القَوم؟!». أليس على الصلاة ، فإذا تركنا الصلاة فلا داعي للحرب والقتال ؛ لأنّنا سنكون مثلهم تماماً في ترك الصلاة أو تأخيرها.
وهكذا عندما حلّ وقت الزوال في يوم عاشوراء وهم في حلبة المعركة ، جاء أبو ثمامة الصيداوي إلى الحسين عليهالسلام وقال : يا أبا عبد الله ، نفسي لنفسك الفداء ، هؤلاء اقتربوا منك ، لا والله لا تُقتل حتّى أُقتل دونك ، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة.
فرفع الحسين عليهالسلام رأسه إلى السماء ، وقال : «ذكرتَ الصلاة ، جعلك الله من المصلِّين الذّاكرين. نعم ، هذا أوّل وقتها». ثمّ قال : «سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١٩ ص ٣٤١ ، بحار الأنوار ٧٣ ص ١٤١.