الحسين عليهالسلام خيراً».
وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال : قد أُسر ابنك بثغر الرّي.
فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحبّ أن يؤسر وأنا أبقى بعده.
فسمع الحسين عليهالسلام قوله ، فقال : «رحمكَ الله ، أنتَ في حلٍّ من بيعتي ، فاعمل في فكاكِ ابنك».
فقال : أكلتني السبِّاع حيّاً إن فارفتك.
قال : «فأعطِ ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها فداء أخيه». فأعطاه خمسة أثوابٍ قيمتها ألف دينار.
قال الراوي : وبات الحسين عليهالسلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دويّ كدويّ النحل ، ما بين راكع وساجد ، وقائم وقاعد ، فعبر إليهم ـ أي التحق بهم ـ في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلاً (١).
هذا هو المؤتمر الموسَّع الذي ضمَّ جميع أفراد جيش الحقّ والخير ، جيش الإيمان والتقوى ، الجيش الذي يقوده ويرأسه الإمام الحسين السبط عليهالسلام ، وفي آخر ليلة له في هذه الدنيا الدنيّة.
هل سمعت بمثله أيّها القارئ المنصف؟ وهل قرأ أحرار العالم شبيه ذلك؟!
نعم ، هذا هو الحسين بن علي عليهماالسلام ، وعظمة شخصه ، وسموّ أخلاقه وإنسانيّته التي لا تُحد ، وعطفه الذي لا يوصف؟
__________________
١ ـ إرشاد المفيد ص ٢٣٠ ـ ٢٣٢ ، اللهوف ص ٤٠ ـ ٤١.