الأُمّة الإسلاميّة كلّها إلاّ أنفسهم ومَنْ تبعهم ، فمن أين لهم الإسلام إذن؟!
ونحن نعاني من أعمالهم الشنيعة مثلكم أو حتّى أكثر ، ففي كلّ يوم وربما في كلّ بلد ، هناك قتل ودماء ، وسلب ونهب وتشريد ، فأعمالهم تدلّ عليهم وليس على الإسلام ؛ فالإسلام منهم بريء.
الإسلام : دين الأخلاق ، والقيم السماوية ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله قال منذ البداية : «إنّما بُعثت لأتِّمم مكارم الأخلاق» (١). وقال صلىاللهعليهوآله : «أدّبني ربّي فأحسن تأديبي» (٢).
وقبل هذا وذاك قال الله تعالى عنه صلىاللهعليهوآله : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٣).
فما أحوجنا نحن المسلمون إلى العودة إلى حيث النقاء والصفاء الإسلامي ، وما أحوج العالم كلّه للدين الإسلامي وأخلاقياته الرحمانية ، وشرائعه السماوية ، وعدالته الاجتماعية ، وتعاليمه الإيمانية ؛ ليخرج من عنق الزجاجة الذي حشر نفسه فيها فكاد يختنق ويموت بصنع يديه كدودة القزّ تماماً.
فالبحث في الأخلاق الحسينيّة : ضرورة حضارية ، ووفاء إنساني لذلك الإمام العظيم الذي قدّم كلّ ما لديه في سبيل الله ورسالته ، وإنقاذ الأُمّة الإسلاميّة من هوّة الضياع الأموية ، ومن ثمّ العباسية والعثمانية وحتى الحضارة الإلكترونية.
فهل يسعفنا القلم ويسدّدنا المولى لخدمته؟ هذا ما أرجوه وأطمح إليه في كلّ كلمة أو فكرة أسجّلها على هذه الصفحات ، وقد قسّمت البحث (الكتاب) إلى قسمين :
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ١١ : الآية ١٨٧ ح ١٢٧٠١.
٢ ـ تهذيب الأحكام ٩ ص ٣٩٧ ، وشرح نهج البلاغة ١١ ص ٢٣٣.
٣ ـ سورة القلم : الآية ٤.