للعيان.
فالعلماء قالوا : إنّ الصدق أنواع ستة
هي :
١
ـ الصدق في القول : وهو الذي يُقابل
الكذب ، وهذا من أفحش فواحش اللسان.
والإمام عليهالسلام
منزّه ومطهّرٌ من هذه الآفة ، وكلماته كلّها تخبر عن مدى صدقه في الحديث والقول.
٢
ـ الصدق في العزم : وهو الجزم على
عمل الخير لوجه الله تعالى ، وهل رأيت أحداً كان أحزم وأجزم من عمل الإمام الحسين عليهالسلام؟ الذي قدّم كلّ ما
يملك من الأهل والأبناء ، والأصحاب والأموال والأعراض في سبيل الله والمبدأ الذي
نهض لإصلاحه ، ألا وهو الإسلام المحمّدي الأصيل الذي حاول صبيان بني أُميّة أن
يغيّروه إلى ديانة أمويّة صوريّة لا حقيقة لها في أرض الواقع.
والإنسان بطبعه يقدّم العزم والإرادة
على العمل ، فإن كان في داخله وباطنه جازماً على العزم ، مصمّماً على العمل
بمقتضاه فإنّ عزمه يكون صادقاً لأنّه مقارن للقوّة والإرادة الصادقة في تنفيذ
العمل الذي عزم عليه ، وهذه الصّفة كانت واضحة وجليّة منذ البداية وحتى النهاية في
نهضة الحسين بن علي عليهالسلام
الإصلاحيّة.
٣
ـ الصدق في النيّة والإرادة : وهذا هو
الإخلاص الكامل بالعمل لوجه الله تعالى ، وذلك بألاّ يكون له باعث في عمله وفي
جميع حركاته وسكناته إلاّ الله.
والمولى أبو عبد الله الحسين عليهالسلام قال :
«إنّي
لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في
أُمّة جدّي رسول الله ، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير