اللهُ ، وأصدّق قول نبي الله ، ولا أُكذّب قول أبي» (١).
هذه شهادة صادقة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بحقّ ولده الحسين عليهالسلام ، فهو قدوة في كلّ خير وإحسان وبركة منذ أن ولد على هذه الأرض وظهر في هذا الوجود. ولا يفوتنا الإشارة إلى هذا الأدب العظيم ، والتواضع الجم الذي يتجلّى به الإمام عليهالسلام بحضرة والده العظيم.
فيبدأ كلامه بالفداء له بالروح والجسد ، ويُقسم بارّاً بالله أنّه يكفيه الإقرار لله بما ينزل والتسليم بما يقدر ، ويصدّق جدّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله فيما أخبر به ، ولا يكذب ـ حاشاه ـ قول أبيه فيما يخبره عن فاجعته في كربلاء.
فالإنسان العالم بالعواقب يجب أن يستفيد من علمه ذاك بالعمل الصالح والتقى ، وانتهاز الفرص في الخيرات ، ولا يتوانى أو يتكاسل عن إصلاح المجتمع ومفاسده التي تفشّت في زمانه ، وسماع النصيحة واجب ، بالتبصّر بالعواقب تسلم النتائج ، وتكون إيجابيّة أكثر.
وحركة الإمام الحسين عليهالسلام منذ البداية كانت صادقة وصريحة ، فلا التواء ولا مواراة ؛ لأنّ الهدف واضح ، والنتيجة مضمونة ومعلومة عند القائد ، فلماذا لا يكون واضحاً كلّ الوضوح مع الجميع؟!
ولكي نزيد مسألة الوضوح عند الإمام الحسين عليهالسلام فإنّنا نستعرض أنواع الصدق عند علماء الأخلاق ، ونطبّقها على حركة الإمام الشهيد عليهالسلام ؛ لنرى كم كانت حركة الإمام عليهالسلام صادقة ونزيهة ، وكم كانت مواقفه واضحة وظاهرة
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٤٤ ص ٢٦٢ ح١٧ ، العوالم ١٧ ص ١٥٢.