بسيرة أبي وجدّي ، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومَنْ ردّ عليّ أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين» (١).
هذه هي النيّة الصادقة ، والهدف الواضح بالإصلاح للأُمّة ، وإعادتها إلى السير بسيرة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام وذلك لوجه الحقّ تعالى دون غيره.
٤ ـ الصدق والوفاء بالعزم : فإنّ النفس قد تسخو بالعزم في الوقت الحاضر ، إذ لا مشقّة ولا تعب في الوعد ، ولكن إذا حان وقت العمل بالوعد فإنّها تهيج وتجزع ، وتبحث عن مبرّرات للحنث بالوعد ، فإذا ثبت الإنسان كالإمام الحسين عليهالسلام على عهده فإنّه يكون صادق العزم ، وموطّناً نفسه على الوفاء به.
٥ ـ الصدق في الأعمال : أي تطابق القول والعمل ، والظاهر والباطن ، والسريرة والعلانيّة ، وهذا من أصعب الموارد في هذه الحياة ، ولا يكتمل هذا المقام إلاّ الكُمَّل من أولياء الله (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (٢).
والإمام الحسين عليهالسلام يقول : «إنّ الناس عبيد الدنيا ، والدين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت به معائشهم ، فإذا محِّصوا بالبلاء قلّ الديّانون» (٣).
وامتحان الإمام الحسين عليهالسلام كان أصعب ، وأعظم امتحان في هذه الحياة كلّها ؛ وذلك لأنّ القرآن الكريم وربّنا سبحانه يخبرنا عن أبينا إبراهيم
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٤٤ ص ٣٢٩.
٢ ـ سورة سبأ : الآية ١٣.
٣ ـ بحار الأنوار ٤٤ ص ١٩٥ ، تحف العقول ص ١٧٦ ، كشف الغمّة ٢ ص ٣٢.