الجلف عن أبيه الإمام علي عليهالسلام : إنّ الإمام علياً رجل شجاع ، إلاّ أنّه لا علم له بفنون الحرب وولده كذلك؟!
هل كان الإمام الحسين عليهالسلام قائداً عسكريّاً فقط ، أم أنّه كان قائداً رساليّاً إلهيّاً بكلّ المعاني الروحيّة والسماويّة السامية في هذه الدنيا؟!
نَعم ، كان الإمام الحسين عليهالسلام نِعمَ القائد لجنده ، وكانت تتوفّر في شخصه الكريم جميع الصّفات المذكورة قديماً وحديثاً ، وأكثر منها أيضاً ، لماذا؟!
لأنّه عليهالسلام جمع صفات القائد العسكري الفذ ، والإنسان المثالي في الإنسانيّة ، والإمام المفترض الطاعة من السماء (من الله تعالى).
وأحسب أنّني لست بحاجة إلى البسط والتطويل ؛ لأنّه يخرجنا عن مدار بحثنا هنا ، رغم أنّ الحديث عن الأخلاق والشجاعة ، والذكاء ومضاء العزيمة التي أظهرها الإمام الحسين عليهالسلام على أرض كربلاء كقائد حقيقي في يوم عاشوراء كثيرة وعظيمة ، إلاّ إنّني سوف أختار مواقف معيّنة ، وأترك البقيّة الباقيّة لذكاء وفطنة الأخ القارئ الكريم.
١ ـ وضوح الرؤية عند الإمام الحسين :
الإنسان الذي لا يمتلك رؤية مستقبليّة واضحة ، أو الذي ليس لديه بصيرة نيّرة تهديه إلى السبيل الصحيح ؛ ليصل إلى هدفه المنشود وغايته المرجوّة ، لا يمكن أن يكون ناجحاً في عمله ، أو ناجحاً في تفكيره ، أو سعيداً في حياته.
والقائد من باب أولى وأخصّ عليه أن يمتلك رؤية شبه حقيقيّة ، أو تصوّراً جادّاً لمراحل المعركة ، مع حساب كلّ الاحتمالات الممكنة الوقوع ، أو حتّى