البعيدة والمستحيلة الحدوث ، ويقول في قراره عند كلّ نقطة : إنّ كان كذا أو حدث كذا فإنّنا نتصرّف بهذا الشكل أو تلك الطريقة ؛ لتلافي الخسائر والتأثير بالعدوّ قدر الإمكان.
وهذا كلّه لا يأتي إلاّ من دراسة المعركة وعناصرها كلّها ـ لا سيما قوّات الصديق والعدوّ ـ وتحليل كافة المعطيات المتوفّرة ، وحساب الاحتمالات ، مع ثقافة عسكريّة عالية ، وخبرة عمليّة واسعة في خوض وإدارة الأعمال القتاليّة العسكريّة التي تأتي بالتدريب المستمر على القتال.
والمولى أبو عبد الله الحسين عليهالسلام كان من القادة الأفذاذ الذين خاضوا المعارك حتّى حفظوها عن ظهر قلب ؛ وذلك لأنّه ومنذ ولادته المباركة في أوائل سنوات الهجرة المباركة التي شُحنت بالغزوات والحروب الإسلاميّة مع أهل الشرك والكفر والضلال ، حتّى خاض رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه حوالي ثمانين غزوة وسريّة ، كان يراقب ويرصد كلّ ما يجري في تلك الساحة.
أمّا في عهد الخلفاء الأوائل ، فإنّ الإمام الحسين عليهالسلام شارك في فتح أفريقيا ، وخاض حروب التأويل الثلاث : الجمل والناكثين ، وصفين والقاسطين ، والنهروان والمارقين ، مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، تلك الحروب التي كانت تشيب الطفل الرضيع من هولها ، وعظيم وقعتها على النفوس ، وتأثيرها في القلوب ، كما إنّه شارك أخاه الإمام الحسن السبط المجتبى عليهالسلام وقاسمه همومه طيلة فترة إمامته التي امتدت حوالي عشر سنوات ، وذاق معه عليهماالسلام طعم الغدر من الأُمّة الإسلاميّة ، ومكرها بعد الصلح مع