المشرق والآخر بباب المغرب ، رجلان ممّن ينتحل الإسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك ؛ إذ كان علامةُ قولي فيك أنّك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك».
قال : فو الله ما قام مروان من مجلسه حتّى غضب ، فانتفض وسقط رداؤه عن عاتقه (١).
هذا هو (الوزغ ابن الوزغ) كما في الرواية عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وهذا الملعون سيصبح أمير المؤمنين بعد حين ، ويخطب باسمه في جميع بلاد المسلمين ، ويتعاقب على الحكم الأموي سبعة أكباش من صلبه الملعون.
وفي معركة الجمل للإمام الحسين عليهالسلام مع هذا الوزغ حوادث وأحداث جسام عظام ، تخبرك عن عظيم أخلاق الإمام عليهالسلام ، وفادح حقارة ودناءة ذاك الوزغ ، منها تلك التي حدثت في يوم معركة الجمل حيث كان مروان وجماعته مع المرأة وأتباع الجمل الأدْبَب ، عسكر ذاك الشيطان.
فعندما عُقر الجمل وفرَّ أصحابه ، وقُتل طلحة (٢) والزبير ، وأُسرت عائشة ، كان من الفارّين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم ومَنْ لفَّ لفهم ، فأرسل مروان يستغيث بالإمامين الحسنين عليهماالسلام ؛ ليشفعا له عند أبيهما أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، حيث كانوا يخافون على أنفسهم حدَّ السيف.
فخفّا إلى أبيهما وكلّماه في شأنه ، وقالا له : «يُبايعك يا أمير المؤمنين».
__________________
١ ـ المناقب ٤ : الآية ٥١ ، الاحتجاج ٢ ص ٦٩ ، موسوعة البحار ٤٤ ص ٢٠٦.
٢ ـ علماً أنّ مروان بن الحكم هو الذي قتل طلحة في يوم الجمل ، وذلك حين رآه يريد الفرار ، فرماه بسهم فقتله.