أو فلسفة أو أخلاقاً (١).
وعليه فإنّك تجد أنّ الشريعة الإسلاميّة هي أكمل الشرائع وأسهل القوانين لتنظيم وتقويم الحياة البشريّة من البدايّة وحتى النهايّة ، من قبل انعقاد النطفة وحتى تسوية تراب القبر ، كلّ ذلك بمناقبيّات رائعة ، وأدبيّات ذائعة ، يعرفها الجميع من أفراد الأُمّة بالإجمال ، وتغيب عن أكثرهم بالتفصيل ، ولكن لا أحد يقول أنّها ليست موجودة.
فالقيم الإسلاميّة ، والقواعد الأخلاقيّة تنطلق من عالم حكيم حيّ قيوم قدير ، ذاك هو الله العليّ العظيم سبحانه وتعالى ، وليست من أيّ شيء أو فكر آخر ؛ لأنّ أيّ آخر هو ناقص وقاصر لأنّه مخلوق ، أمّا شرعنا المقدّس فإنّه من الكامل المطلق ، من الخالق العظيم.
ومشرِّع قوانين الإسلام هو الله سبحانه الذي يعلم حقيقة الإنسان وما يصلحه في الدنيا والآخرة ، وهو أعلم به من نفسه مهما كان ذكيّاً ، أو ادّعى العبقريّة في مجال من المجالات العامّة.
وربما تكون قيمة العلم والمعرفة أرقى القيم الإنسانيّة في الدين الإسلامي الحنيف ؛ ولذا يقول بعض الفلاسفة عن تعريف الإنسان : بأنّه حيوان متعلّم ، أو مثقّف ، نجد أنّ أوّل سورة نزلت من كتابنا المقدّس هي سورة العلق ، وأوّل آياتها بعد البسملة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ
__________________
١ ـ قيم أخلاقيّة في فقه الإمام الصادق عليهالسلام : الآية ١٠٤.