فليس البخيل الذي لا يعطيك مالاً أو متاعاً إذا ما احتجت إليه ، بل الذي لا يعطيك كلمة السّلام ، وهي تحيّة الإسلام وأهل الجنّة ـ كما في الرواية ـ ، فهل تجد أبخل من هذا الشخص المحروم من نعمة الاطمئنان؟
ويشجّع على السّلام فيما بيننا بقوله عليهالسلام : «للسّلام سبعون حسنة ؛ تسعٌ وستون للمبتدئ ، وواحدةٌ للرادّ» (١).
وردّ السّلام واجب شرعاً ، أمّا إلقاؤه فهو فضل وأخلاق إسلاميّة ؛ لذا كان يستحق هذا الثواب العظيم. وتذكر كتب السيرة أنّ رجلاً جاء إلى الإمام الحسين عليهالسلام فقال له ابتداءً : كيف أنت عافاك الله؟!
فقال عليهالسلام : «السّلامُ قبل الكلام عافاك الله».
ثمّ قال عليهالسلام لِمَنْ حوله : «لا تَأذَنوا لأحَدٍ حتّى يُسلّم» (٢).
نعم ، تلك هي أخلاق الإمام الحسين عليهالسلام الإسلاميّة الرفيعة التي يدعونا إليها في كلّ سكناته وحركاته ، فكان يسلّم على كلّ مَنْ يلتقيه صغيراً كان أو كبيراً ، مؤمناً كان أو فاسقاً عاصياً.
وكان يروي حديثاً عن أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا الباب :
عن عليّ بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين عليهالسلام : «أنّ ابن الكوّا سأل علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين ، تسلّم على مذنب هذه الأُمّة؟! فقال عليهالسلام : يَراهُ اللهُ (عزّ وجلّ) للتوحيدِ أهلاً ، ولا تراهُ للسّلام عليه
__________________
١ ـ تحف العقول ص ١٧٧ ، موسوعة البحار ٧٨ ص ١٢٠ ح١٧.
٢ ـ تحف العقول ص ١٧٥ ، موسوعة البحار ٧٨ ص ١١٧ ح٦.