في أوّل كلام الإمام الحسين عليهالسلام ، حيث عرَّفه جيداً بأنّه ابن الزرقاء ، تلك البغي التي كانت من أصحاب الرايات المومسات.
موقف آخر مع عمرو بن العاص
وإليك نموذج آخر ، إنّه من عمرو بن العاص بن ليلى ، أرخص بغايا العرب في عصرها ، ولقد كانت له قصص كثيرة ومثيرة مع أبناء الطهر المصطفى صلىاللهعليهوآله ووصيه أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
أكتفي بهذه الحادثة اللطيفة ، حيث تروي كتب التاريخ والأدب أنّ عمرو بن العاص قال للإمام الحسين عليهالسلام : يابن علي ، ما بال أولادنا أكثر من أولادكم؟
فقال عليهالسلام :
بغاثُ الطيرِ أكثرها فراخاً |
|
وأُمُّ الصقرِ مقلاة نزور (١) |
فقال : ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم؟
فقال عليهالسلام : «إنّ نساءكم نساءٌ بخرةٌ (كريهة رائحة الفم) ، فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه فيُشاب منه شاربه».
فقال : ما بال لحاكم أوفر من لحانا؟
__________________
١ ـ الشعر لعباس بن مرداس السلمي. بغاث الطير : شرارها وما لا يصاد منها. المقلاة من النوق التي تضع واحداً ثمّ لا تحمل بعده ، والمقلاة من النساء التي لا يعيش لها ولد. النزور : المرأة القليلة الولد.