وَيَفْعَلُ بِي (١) وَيُؤْذِينِي.
فَقَالَ : « أَرَأَيْتَ إِنْ كَاشَفْتَهُ انْتَصَفْتَ مِنْهُ (٢)؟ » فَقُلْتُ : بَلى (٣) أُرْبِي (٤) عَلَيْهِ.
فَقَالَ : « إِنَّ ذَا مِمَّنْ يَحْسُدُ النَّاسَ عَلى مَا آتَاهُمُ اللهُ (٥) مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِذَا رَأى نِعْمَةً عَلى أَحَدٍ فَكَانَ (٦) لَهُ أَهْلٌ ، جَعَلَ بَلَاءَهُ (٧) عَلَيْهِمْ (٨) ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ (٩) أَهْلٌ ، جَعَلَهُ (١٠) عَلى خَادِمِهِ ، فَإِنْ (١١) لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ ، أَسْهَرَ لَيْلَهُ وَأَغَاظَ (١٢) نَهَارَهُ ، إِنَّ (١٣) رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : إِنِّي اشْتَرَيْتُ دَاراً فِي (١٤) بَنِي فُلَانٍ ، وَإِنَّ أَقْرَبَ جِيرَانِي مِنِّي جِوَاراً مَنْ لَا أَرْجُو خَيْرَهُ ، وَلَاآمَنُ شَرَّهُ ».
قَالَ : « فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلِيّاً عليهالسلام وَسَلْمَانَ (١٥) وَأَبَا ذَرٍّ ـ وَنَسِيتُ آخَرَ (١٦)
__________________
(١) في « بس » والوسائل : ـ / « بي ». وفي شرح المازندراني : ـ / « ويفعل بي ».
(٢) « انتصفت منه » : أخذت حقّي كَمَلاً حتّى صِرت وهو على النِّصف سواء. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٠٠ ( نصف ). وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٢٦ : « أي إن أظهرت العداوة له استوفيت منه حقّك وعدلت ». وفي الوافي : « المكاشفة : المعاداة جهاراً ، يعني إن جاهرته بالإيذاء قدرت على الانتقام منه وهضمه ودفع شرّه عنك ، وإن جاهرته بعد إساءته فهل لك أن تتمّ حجّتك عليه وتثبت ظلمه إيّاك بحيث يقبل منك ذلك ».
(٣) في « ب ، ج ، د ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « بل ».
(٤) « الربا » : الفضل والزيادة. المصباح المنير ، ص ٢١٧ ( ربو ). وفي شرح المازندراني : « يعني بل أزيد في الإحسان إليه. والحاصل ، أنّ الصادر منّي هو الإحسان دون المكاشفة ».
(٥) في « ص » : ـ / « الله ».
(٦) في الوافي والزهد : « وكان ».
(٧) في « بس » وحاشية « ص » : « بلاءً ».
(٨) في « ص » : « عليه ».
(٩) في « ز » : ـ / « له ».
(١٠) في « ص » : « حمله » بالحاء المهملة.
(١١) في شرح المازندراني والوافي والزهد : « وإن ».
(١٢) في « بف » : « غاظ ». وفي الزهد : « واغتمض ». و « الغيظ » : الغضب المحيط بالكبر ، وهو أشدّ العَنَق. وهو مصدر من غاظه الأمر يغيظه وأغاظه. واغتاظ فلان من كذا. المصباح المنير ، ص ٤٥٩ ( غيظ ). وفي شرح المازندراني : « تعلّق الإسهار والإغاظة بالليل والنهار تعلّق مجازي ، والأصل : أسهره في ليله وأغاظه في نهاره بالإيذاء له وايصال المكاره. هذا من باب الاحتمال ، والله يعلم ».
(١٣) في « ص » : « وإنّ ».
(١٤) في « ب » : « من ».
(١٥) في « ب » : ـ / « وسلمان ».
(١٦) في « ز » : « الآخر ».