فَقَالَ : « لَا بَأْسَ إِذَا فَعَلَ (١) لِاخْتِيَارِ (٢) الْمَنْفَعَةِ ». (٣)
١٣ ـ بَابُ الْإِغْضَاءِ (٤)
٣٦٧٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : كَانَ عِنْدَهُ قَوْمٌ (٥) يُحَدِّثُهُمْ إِذْ (٦) ذَكَرَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رَجُلاً (٧) ، فَوَقَعَ فِيهِ (٨) وَشَكَاهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « وَأَنّى لَكَ (٩) بِأَخِيكَ كُلِّهِ؟ وَأَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ (١٠)؟ ». (١١)
__________________
(١) في الوسائل : + / « ذلك ».
(٢) في الوافي : « لاحتياز ». وقال فيه : « الاحتياز ، بالمهملة والزاي ، أي جلبها وجمعها ».
(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧١٢ ، ح ٢٩٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٨٤ ، ح ١٥٧٠٣.
(٤) في « ب » : « الإغطاء ». وفي « د » : « الاغتناء ». وفي « ص » : « الإعظام ». والإغضاء : إدناء الجفون والمقاربة بينها ، والإغضاء على الشيء : السكوت ، ثمّ استعمل في الحلم والإغماض. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٢٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٤٩ ( غضا ).
(٥) في « ج » : « قومه ».
(٦) في « ز ، ص » : « إذا ».
(٧) في « ج » : ـ / « رجلاً ».
(٨) « فوقع فيه » أي سبّه وثلبه واغتابه وذكر عيوبه وذكره بما يسوؤه.
(٩) في شرح المازندراني : « ذلك ».
(١٠) المعنى : من أين لك بأخ كلّ الأخ ، أي التامّ الكامل في الاخوّة والحقيق بها لك من جميع الجهات ، لاتجد فيه ما لا ترتضيه والمنزّه عمّا يوجب النقص فيها ، وأيّ رجل هذّب نفسه غاية التهذيب وأخلصه بحيث لايبقى فيه عيب ونقص ، أي مثل ذلك نادر جدّاً مستبعد وجوده ، فتوقّع ذلك كتوقّع أمر محال ، فلابدّ للصديق من الإغضاء والإغماض عن عيوب صديقه ؛ لئلاّ يبقى بلا صديق. راجع : شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٠٥ ؛ الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٧٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٥٥٠.
وقوله عليهالسلام : « وأيّ الرجال المهذّب » تمثّل بقول النابغة ، وهو :
وَلَسْتَ بِمُسْتَبَقٍ أخاً لاتَلُمُّهُ |
|
على شَعْثٍ أَيُّ الرِّجالِ الْمُهَذَّبِ |
قاله ضمن أبيات له. راجع : الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ٣ ، ص ١٠٢ ، ذيل المجلس ٥٠ ؛ شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ، ج ٢٠ ، ص ١٦١.
(١١) مصادقة الإخوان ، ص ٨٠ ، ح ٤ ، بسنده عن الحجّال ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. الأمالي للصدوق ،