سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ تَنْزِيلِ (١) الْقُرْآنِ ، قَالَ (٢) : « اقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ ». (٣)
٣٥٨٥ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (٤) أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام مُصْحَفاً ، وَقَالَ : « لَا تَنْظُرْ فِيهِ » فَفَتَحْتُهُ ، وَقَرَأْتُ (٥) فِيهِ : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٦) فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (٧) ، قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيَّ (٨) : « ابْعَثْ إِلَيَّ (٩) بِالْمُصْحَفِ (١٠) ». (١١)
٣٥٨٦ / ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ
__________________
(١) في « بر » : « ترسّل ». وفي « بف » والوافي : « ترتيل ».
(٢) في « ب » : « فقال ».
(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٤٣ ، ح ٩٠٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٣ ، ح ٧٦٣٢.
(٤) في « ب » : ـ / « محمّد بن ».
(٥) في « ج » : « فقرأت ».
(٦) البيّنة (٩٨) : ١.
(٧) لعلّ المراد أنّه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيراً للذين كفروا والمشركين ، مأخوذة من الوحي ، لاأنّها كانت من أجزاء القرآن ، وعليه يحمل ما في الخبرين السابقين أيضاً من استماع الحروف من القرآن على خلاف ما يقرؤه الناس ؛ يعني استماع حروف تفسّر ألفاظ القرآن وتبيّن المراد منها عُلمت بالوحي ، وكذلك كلّ ما ورد من هذا القبيل عنهم عليهمالسلام ، وقد مضى في كتاب الحجّة نبذ منه ؛ فإنّه كلّه محمول على ما قلناه ، وذلك لأنّه لو كان تطرّق التحريف والتغيير في ألفاظ القرآن لم يبق لنا اعتماد على شيء منه ؛ إذ على هذا يحتمل كلّ آية منه أن تكون محرّفة ومغيّرة ، وتكون على خلاف ما أنزله الله ، فلايكون القرآن حجّة لنا ، وتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه ، والوصيّة به ، وعرض الأخبار المتعارضة عليه ؛ على أنّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذّب له ، فيجب ردّه والحكم بفساده أو تأويله ، وأحسن الوجوه في التأويل أنّ مرادهم عليهمالسلام بالتحريف والتغيير والحذف إنّما هو من حيث المعنى ، دون اللفظ ؛ وممّا يدلّ على ذلك ما يأتي في كتاب الروضة من الكافي ( ح ١٤٨٣١ ) ما رواه الكليني بإسناده إلى الباقر عليهالسلام أنّه كتب إلى سعد الخير كتاباً أوصاه بتقوى الله ، إلى أن قال : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يرونه ولايرعونه ... ». راجع : الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٧٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٥٢٥.
(٨) في حاشية « بس » : « لي ».
(٩) في « ج ، ص ، بس » : « لي ». وفي « بر » : ـ / « إليّ ».
(١٠) في « بر » : « المصحف ».
(١١) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٧٧ ، ح ٩٠٨٨.