رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَأَمَّا مَنْ (١) أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ (٢) ، فَمَثَلُهُ (٣) كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ (٤) ، رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ. وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ وَلَاالْقُرْآنَ (٥) ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ ، طَعْمُهَا مُرٌّ ، وَلَارِيحَ لَهَا ». (٦)
٣٤٩٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ (٧) : « الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ » (٨) قُلْتُ : وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ : « فَتْحُ الْقُرْآنِ وَخَتْمُهُ ، كُلَّمَا جَاءَ بِأَوَّلِهِ (٩) ارْتَحَلَ فِي آخِرِهِ ».
__________________
حتّى يكون شجراً عظاماً ، واحدته : آسة. ( ويقال له بالفارسيّة : مورد ). راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٩ ( أوس ).
(١) في « ز » والوافي : « الذي » بدل « من ».
(٢) في « ز » : « الإيمان والقرآن ».
(٣) في « ز » : ـ / « فمثله ».
(٤) في « بس » : « الاترنجة ». وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٤ : « الاترُجّ ، بضمّ الهمزة والراء ، بينهما تاء مثنّاة ساكنة وآخرها جيم ثقيلة ، وقد تخفّف ويزاد قبلها نون ساكنة ، ويقال بحذف الألف مع الوجهين ». و « الاتْرُجَّة » : فاكهة معروفة ، حامضه مسكّن غلمة النساء ، ويجلو اللون والكَلَف ، وقشره في الثياب يمنع السوس ( ويقال له بالفارسيّة : ترنج ). راجع : المصباح المنير ، ص ٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ( ترج ).
(٥) في الوسائل : « القرآن ولا الإيمان ».
(٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٧ ، ح ٨٩٧٥ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٧٦٧١ ، من قوله : « وأمّا من اوتي القرآن والإيمان ».
(٧) في « ص ، بر » : « فقال ».
(٨) في مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٨٨ : « الحالّ المرتحل ، أي عمله ». وفي النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ( حلل ) : « وفيه أنّه سئل : أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : الحالّ المرتحل ، قيل : وما ذاك؟ قال : الخاتِم المفتتح ، وهو الذي يختم القرآن بتلاوته ، ثمّ يفتتح التلاوة من أوّله ، شبّهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه ، ثمّ يفتتح سيره ، أي يبتدئه ، وكذلك قرّاء أهل مكّة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أوّل سورة البقرة إلى( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ البقرة (٢) : ٥ ] ، ثمّ يقطعون القراءة ويسمّون فاعل ذلك : الحالّ المرتحل ، أي ختم القرآن وابتدأ بأوّله ولم يفصل بينهما بزمان ، وقيل : أراد بالحالّ المرتحل الغازي الذي لايقفُل عن غزو إلاّعقبه بآخر ».
(٩) في المعاني : « حلّ في أوّله ». وفي الوافي : « جاء بأوّله ، كأنّه كان : حلّ بأوّله ، فصحّف ».