ثُمَّ يُجَاوِزُ (١) حَتّى يَأْتِيَ عَلى صَفِّ الشُّهَدَاءِ ، فَيَنْظُرُ (٢) إِلَيْهِ الشُّهَدَاءُ ، ثُمَّ يَقُولُونَ (٣) : لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ الرَّبُّ الرَّحِيمُ ، إِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنَ الشُّهَدَاءِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ (٤) وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ ؛ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْفَضْلِ مَا لَمْ نُعْطَهُ (٥) ».
قَالَ : « فَيَتَجَاوَزُ (٦) حَتّى يَأْتِيَ عَلى (٧) صَفِّ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فِي صُورَةِ شَهِيدٍ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ ، فَيَكْثُرُ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّ هذَا مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّ الْجَزِيرَةَ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا كَانَتْ أَعْظَمَ هَوْلاً مِنَ الْجَزِيرَةِ (٨) الَّتِي أُصِبْنَا فِيهَا ؛ فَمِنْ هُنَاكَ (٩) أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ وَالنُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ.
ثُمَّ يُجَاوِزُ (١٠) حَتّى يَأْتِيَ صَفَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ (١١) فِي صُورَةِ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَيَنْظُرُ النَّبِيُّونَ وَالْمُرْسَلُونَ إِلَيْهِ ، فَيَشْتَدُّ لِذلِكَ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : لَاإِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ (١٢) ، إِنَّ هذَا النَّبِيَّ (١٣) مُرْسَلٌ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ (١٤) غَيْرَ أَنَّهُ أُعْطِيَ فَضْلاً كَثِيراً ».
قَالَ : « فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأْتُونَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَيَسْأَلُونَهُ (١٥) ، وَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ (١٦) ، مَنْ
__________________
وبهاء الله : عظمته. المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ).
(١) في « د ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « يتجاوز ».
(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : « فينظرون ».
(٣) في « بر » والوافي : « فيقولون ».
(٤) قال الجوهري : « السمت : هيئة أهل الخير ». وقال ابن الأثير : « السمت : هو الهيئة الحسنة ». وقال المطرزي : « السمت : الطريق ، ويستعار لهيئة أهل الخير ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ؛ المغرب ، ص ٢٣٤ ( سمت ).
(٥) في « ص » : « لم نعط ».
(٦) في « ج ، بف » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيجاوز ».
(٧) في « ج ، بس » : ـ / « على ».
(٨) في « بر » والوافي : « الجزائر ».
(٩) في « بر » : « هنالك ».
(١٠) في « بر » : « يتجاوز ».
(١١) في « ز » : ـ / « والمرسلين ».
(١٢) في « ص » : « الكبير ».
(١٣) في « ز ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « لنبيّ ».
(١٤) في « ب ، د ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « بصفته وسمته ».
(١٥) في « بر » : ـ / « فيسألونه ».
(١٦) في « ب » : ـ / « يا محمّد ».