يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ دُعَاؤُهُ فِي الرَّخَاءِ نَحْواً مِنْ دُعَائِهِ فِي الشِّدَّةِ ، لَيْسَ إِذَا أُعْطِيَ فَتَرَ (١) ؛ فَلَا تَمَلَّ (٢) الدُّعَاءَ ، فَإِنَّهُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمَكَانٍ ، وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَطَلَبِ الْحَلَالِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَإِيَّاكَ وَمُكَاشَفَةَ (٣) النَّاسِ ؛ فَإِنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ (٤) ـ نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا ، وَنُحْسِنُ إِلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا ، فَنَرى وَاللهِ فِي ذلِكَ الْعَاقِبَةَ (٥) الْحَسَنَةَ ، إِنَّ صَاحِبَ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا إِذَا سَأَلَ فَأُعْطِيَ ، طَلَبَ غَيْرَ الَّذِي سَأَلَ ، وَصَغُرَتِ النِّعْمَةُ فِي عَيْنِهِ (٦) ، فَلَا يَشْبَعُ مِنْ شَيْءٍ (٧) ، وَإِذَا (٨) كَثُرَتِ النِّعَمُ (٩) كَانَ الْمُسْلِمُ مِنْ ذلِكَ عَلى خَطَرٍ ؛ لِلْحُقُوقِ الَّتِي تَجِبُ عَلَيْهِ ، وَمَا يُخَافُ (١٠) مِنَ الْفِتْنَةِ فِيهَا. أَخْبِرْنِي عَنْكَ ، لَوْ أَنِّي (١١) قُلْتُ لَكَ قَوْلاً ، أَكُنْتَ (١٢) تَثِقُ بِهِ مِنِّي؟ ».
فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِذَا (١٣) لَمْ أَثِقْ بِقَوْلِكَ ، فَبِمَنْ أَثِقُ وَأَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟
قَالَ : « فَكُنْ بِاللهِ أَوْثَقَ ؛ فَإِنَّكَ عَلى (١٤) مَوْعِدٍ مِنَ اللهِ ، أَلَيْسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ (١٥) ـ يَقُولُ : ( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ ) (١٦) وَقَالَ : ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) (١٧) وَقَالَ : ( وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) (١٨)؟ فَكُنْ بِاللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْثَقَ مِنْكَ
__________________
(١) في « ز ، ص » : « قتر ».
(٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : « فلايملَّ ».
(٣) في الوافي : « المكاشفة : المعاداة ظاهراً. يقال : كاشفه بالعداوة ، أي باداه بها ».
(٤) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » : « بيت ». (٥) في « ب ، ج ، ز ، ص » : « العافية ».
(٦) في « بر » : « عينيه ». (٧) في « ج ، د ، بر » والوافي : + / « اعطي ».
(٨) في « ج ، د ، ز ، بر ، بف » : « فإذا ». وفي « بس » : « وإن ».
(٩) في حاشية « بر » : « النعمة ».
(١٠) في « ب » : « نخاف ». وفي « ج ، د » : + / « عليه ».
(١١) في « ب » : « إنّي لو ».
(١٢) في « ز » والوسائل وقرب الإسناد : « كنت » بدون الهمزة.
(١٣) في « ب » : « فإذا ».
(١٤) في مرآة العقول : + / « أعلى ».
(١٥) في « بف » : ـ / « أليس الله عزّوجلّ ».
(١٦) البقرة (٢) : ١٨٦.
(١٧) الزمر (٣٩) : ٥٣.
(١٨) البقرة (٢) : ٢٦٨.