وثانيهما : قوله عليهالسلام «زوّجتك بما معك من القرآن» (١).
فصل [في تفسير قوله (مُحْصِنِينَ)]
في قوله محصنين وجهان :
أحدهما : ـ أنّ المراد أن يصيروا محصنين بسبب عقد النّكاح.
الثّاني : ـ أن يكون الاحصان شرطا في الإحلال المذكور في قوله (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ) والأوّل أولى ؛ لأنّ الآية تبقى عامّة معلومة المعنى.
وعلى الثّاني : تكون الآية مجملة ؛ لأنّ الإحصان المذكور فيها غير مبيّن ، والمعلّق على المجمل يكون مجملا ، وحمل الآية على وجه معلوم أولى من حملها على وجه مجمل.
قوله : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) يجوز في «ما» وجهان أحدهما : أن تكون شرطيّة.
والثّاني : أن تكون موصولة ، وعلى كلا (٢) التقديرين فيجوز أن يكون المراد بها النساء المستمتع بهنّ ، أي النّوع المستمتع به ، وأن يراد بها الاستمتاع الّذي هو الحدث ، وعلى جميع الأوجه المتقدّمة ، فهي في محلّ رفع بالابتداء ، فإن كانت شرطيّة ففي خبرها الخلاف المشهور هل هو فعل الشّرط وجوابه ، أو كلاهما وقد تقدّم تحقيقه في البقرة (٣) ، وإن كانت موصولة ؛ فالخبر قوله «فآتوهن» ودخلت الفاء لشبه الموصول باسم الشرط كما تقدّم ، ثم إن أريد بها النّوع المستمتع به فالعائد على المبتد سواء كانت ما شرطية أو موصولة الضمير [المنصوب](٤) في «فآتوهن» ويكون قد راعى لفظ «ما» تارة فأفرد في قوله «به» ، ومعناها (٥) أخرى ، فجمع في قوله «منهن» «فآتوهن» فيصير المعنى : أي نوع من النّساء استمتعم به فآتوهن ، أو النّوع الذي استمتعم به من النّساء ، فآتوهنّ ، وإن أريد بها الاستمتاع ، فالعائد حينئذ محذوف ، تقديره : فأيّ نوع من الاستمتاع استمتعم به من النساء فآتوهنّ أجورهن لأجله. و «من» في «منهن» تحتمل وجهين :
أحدهما : أن تكون للبيان.
والثاني : أن تكون للتّبعيض ، ومحلها النّصب على الحال ، من الهاء في «به» ، ولا يجوز في «ما» أن تكون مصدريّة لفساد المعنى ولعود الضّمير في «به» عليها.
فصل [في تفسير الاستمتاع]
الاستمتاع في اللّغة : الانتفاع ، وكلّ ما انتفع به فهو متاع ، يقال : استمتع الرّجل
__________________
(١) تقدم.
(٢) في أ : كل.
(٣) آية ٣٨.
(٤) سقط في أ.
(٥) في أ : ومعناه.