الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً)(٢٣) (١)
(١) أمهات جمع أمّ والهاء (٢) زائدة في الجمع ، فرقا بين العقلاء وغيرهم ، يقال في العقلاء أمّهات ، وفي غيرهم أمات كقوله :
١٧٧٣ ـ وأمّات أطلاء صغار (٣)
هذا هو المشهور ، وقد يقال : «أمّات» في العقلاء و «أمهات» في غيرهم ، وقد جمع الشّاعر بين الاستعمالين في العقلاء فقال : [المتقارب]
١٧٧٤ ـ إذا الأمّهات قبحن الوجوه |
|
فرجت الظّلام بأمّاتكا (٤) |
وقد سمع «أمهة» في «أم» بزيادة هاء بعدها تاء تأنيث ، قال : [الرجز]
١٧٧٥ ـ أمّهتي خندف والياس أبي (٥)
فعلى هذا يجوز أن تكون أمّهات جمع «أمهة» المزيد (٦) فيها الهاء ، والهاء قد أتت زائدة في مواضع قالوا : هبلع ، وهجزع من البلع والجزع.
قوله : (وَبَناتُكُمْ) عطف على (أُمَّهاتُكُمْ) وبنات جمع بنت ، وبنت : تأنيث ابن ، وتقدّم الكلام عليه وعلى (٧) اشتقاقه ووزنه في البقرة في قوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) [البقرة : ٤٠] إلا أنّ أبا البقاء (٨) حكى [عن](٩) الفرّاء أنّ «بنات» ليس جمعا ل «بنت» ، يعني : بكسر الباء بل جمع «بنة» يعني : بفتحها قال : وكسرت الباء تنبيها على المحذوف.
قال شهاب الدّين : هذا إنّما يجيء على اعتقاد أنّ لامها ياء ، وقد تقدّم الخلاف في ذلك ، وأنّ الصّحيح أنّها واو ، وحكى عن غيره أن أصلها : «بنوة» وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها ، وهو بنون ، قال : وهو مذهب البصريين.
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في أ : فإنها.
(٣) ينظر : الدر المصون ٢ / ٣٤٠.
(٤) البيت لمروان بن الحكم ينظر المقتضب ٣ / ١٦٩ وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ٣ والهمع ١ / ٢٣ والدرر ١ / ٦ وشواهد الشافية ٣٠٨ واللسان (أمم) ورصف المباني ص ٤٠١ وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٦٤ والدر المصون ٣ / ٣٤١.
(٥) البيت لقصي بن كلاب. ينظر المحتسب ٢ / ٢٣٤ والخزانة ٣ / ٣٠٦ وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ٣ والدرر ١ / ٥ والهمع ١ / ٢٣ والدر المصون ٢ / ٣٤١.
(٦) في ب : ألم تر.
(٧) في ب : قال.
(٨) ينظر : الإملاء ١ / ١٧٤.
(٩) سقط في ب.