من كلّ جانب ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة ، وعاونه حكيم بن الطفيل فضربه على يمينه فقدّها ، فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم ، وهو يرتجز :
واللهِ إن قطعتمُ يميني |
|
إنّي أحامي أبداً عن ديني |
وعن إمامٍ صادقِ اليقينِ |
|
نجلِ النبي الطاهرِ الأمينِ |
فقاتل حتّى ضعف ، فكمن له عدّو الله من وراء نخلة فضربه على شماله فقطها كذلك ، فقال عليهالسلام :
يا نفسُ لا تخشي من الكفّارِ |
|
وأبشري برحمةِ الجبّارِ |
مع النبي السيّدِ المختارِ |
|
قد قطعوا ببغيهم يساري |
فأصلهم يا ربِّ حرَّ النارِ
ثمّ جاء سهم فأصاب القربة وأُريق ماؤها ، فوقف متحيّراً ؛ لا ماء حتّى يوصله إلى الخيمة ، ولا يد حتّى يُحارب بها ، وبينما هو كذلك وإذا بسهم أصاب عينه ، ثمّ ضربه ظالم لعين بعمود من حديد على رأسه فانقلب عن فرسه ، وصاح أخاه الحسين عليهالسلام قائلاً : يا أخي أدرك أخاك.
فلمّا أتاه الحسين عليهالسلام ورآه صريعاً على شاطئ الفرات بكى ، وقال : «الآن انكَسَرَ ظَهري ، وقلَّتْ حيلتي ، وشَمَتَ بي عَدوّي».
ثمّ توجّه إلى القوم ، وأنشأ يقول :
تعدَّيتمُ يا شرًّ قومٍ بفعلكم |
|
وخالفتمُ قولَ النبيِّ محمّد |
أما كانَ خيرُ الرُّسلِ وصّاكم |
|
بنا أما نحنُ من نسلِ النبيِّ المسدَّد |
أما كانتِ الزَّهراءُ أُمّيَ دونكم |
|
أما كانَ من خيرِ البريّةِ أحمد |