فقال عليهالسلام : «فإنْ أخْطأهُ ذلك؟».
قال : الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء.
قال الراوي : فناوله الحسين خاتمه وقال : «بعهُ بمئة دينارٍ». وناوله سيفه ، وقال : «بعْهُ بمئتي دينارٍ ، واذهبْ فقدْ أتْممتُ لكَ خمسمئة دينارٍ».
فأنشأ الأعرابي يقول :
قلقتُ وما هاجني مقلقُ |
|
وما بي سقامٌ ولا موبقُ |
||||||
ولكن طربتُ لآلِ الرَّسول |
|
ففاجأني الشعرُ والمنطقُ |
||||||
فأنتَ الهمامُ وبدرُ الظلام |
|
ومُعطي الأنامَ إذا أملقوا |
||||||
أبوكَ الذي فازَ بالمكرمات |
|
فقصَّرَ عن وصفهِ السبُّقُ |
||||||
وأنتَ سبقتَ إلى الطيّبات |
|
فأنتَ الجوادُ وما تلحقُ |
||||||
بكم فتحَ اللهُ بابَ الهدى |
|
وبابُ الضلالِ بكم مغلَقُ (١) |
||||||
هذه الدروس يلزم عرضها للعالم ؛ لكي يعي منهج أهل البيت عليهمالسلام.
وهناك رواية أُخرى قريبة من هذه ترويها كتب التاريخ والفضائل لم أنقلها ؛ لكفاية هذا الذي نحن فيه من الدلالة التربويّة ، والدروس الأخلاقيّة الرائعة للإمام الحسين عليهمالسلام في تقدير العلم والاهتمام بالثقافة ، واحترام الإنسان المتعلّم ، وبكلّ تواضع وروح شفّافة وأريحيّة لا مثيل لها ، فسلام الله عليك يا أبا عبد الله الحسين المظلوم.
__________________
١ ـ إحقاق الحقّ ١١ ص ٤٤٠ ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ص ٧٦٤.