مع كلّ هذا التاريخ الإسلامي المشرق نرى مع الأسف أنّ هناك مَنْ يُثير الألم والحسرة لما يعكس من حالات التعصّب والعداء ؛ حيث أُزهقت فيها النفوس ، وهُتكت فيها الحرمات ، وأُضيعت الحقوق بسبب رفض حالة التنوّع ، وكانت هناك ومع الأسف ممارسات عدوانيّة مؤلمة تناقض سماحة الإسلام وعدله ، ومحاولة فرض هيمنة معينة على الآخرين.
وكان اختلاف الرأي والمذهب سبباً لمآسي واعتداءات فظيعة داخل المجتمع الإسلامي ، حتّى وصل الأمر إلى التكفير والإفتاء بحليّة الدم والمال!
إنّ ما يشهده العالم الثالث من حروب وأزمات ، وما تعانيه الشعوب النامية من تخلّف ومشاكل يرجع في الغالب إلى أجواء التنازع السائدة ما بين المسلمين ، وعدم الاعتراف بالآخر والقبول به والتعايش معه ، مع كلّ ما نواجهه من التحدّيات الخطيرة التي تحيط بالأُمّة الإسلاميّة في هذا الزمان. ومع أنّنا نعيش عصر الانفتاح والتقدّم العلمي.
إذن ما هو مبرّر التنافر والصراع ما بين المذاهب الإسلاميّة؟
أوّلاً : إنّه الجهل برؤية الإسلام وتعاليمه.
وثانياً : الأخلاق السيئة التي تنشأ من الأنانيّة والمصلحيّة والتعصّب.
وثالثاً : جهود الأعداء الخارجيّين والداخليّين التي تصبّ على نار التفرقة ، وتزرع الفتن وتبثّ الاختلاف (١).
__________________
١ ـ انظر كتاب (التنوّع والتعايش) مع بعض التعليقات.