وأنّه الذي أراده الله سبحانه من هذه الآية : (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (١) وغيرها من القرآن! وإن قلتم : فهمنا ذلك من الكتاب والسنّة.
قلنا : لا عبرة بمفهومكم ، ولا يجوز لكم ولا لمسلم الأخذ بمفهومكم ؛ فإنّ الأُمّة مجمعة ـ كما تقدّم ـ أنَّ الاستنباط مرتبة أهل الاجتهاد المطلق ، ومع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجل لم يجب على أحد الأخذ بقوله دون نظر.
إلى أن يقول : ولكنّ المطلوب منكم هو الرجوع إلى كلام أهل العلم ، والوقوف عند الحدود التي حدّدوها ؛ فإنّ أهل العلم ذكروا في كلّ مذهب من المذاهب الأقوال والأفعال التي يكون بها المسلم مرتداً ، ولم يقولوا : مَنْ نذر لغير الله فهو مرتد ، ولم يقولوا : مَنْ طلب من غير الله فهو مرتد. ولم يقولوا : مَنْ ذبح لغير الله فهو مرتد. ولم يقولوا : مَنْ تمسّح بالقبور وأخذ من ترابها فهو مرتد ، كما فعلتم أنتم.
فإن كان عندكم شيء فبيّنوه ؛ فإنّه لا يجوز كتم العلم ، ولكنّكم أخذتم هذا بمفاهيمكم ، وفارقتم الإجماع ، وكفّرتم أُمّة محمد صلىاللهعليهوآله كلّهم حيث قلتم : مَنْ فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ، ومَنْ لم يكفِّره فهو كافر (٢).
هذا كان النموذج الأوّل. وأمّا النموذج الثاني : فهو يتضمّن الردّ من شخصين مهمّين في العالم الإسلامي ، وهي عبارة عن نصائح كتبها السيّد
__________________
١ ـ سورة الأنعام : الآية ٨٨.
٢ ـ الصواعق الإلهية في الردّ على الوهابيّة ص ٤٦ وما قبلها.