إنّ الإرهاب صار في عصرنا الحاضر كقميص عثمان في تاريخنا الماضي ، بل هو كنخلة سمرة بن جندب ، فكلّ مَنْ أرادوا محاربته صار إرهابياً ، وأيّ دولة تريد القوى الاستعمارية ضربها أو التأثير عليها ؛ لإخضاعها صارت تهمة الإرهاب جاهزة.
وبالتدقيق وللحقيقة نقول : إنّ الإرهاب صناعة غربية ، ولكنّها أُلبست اللباس الشرقي عامّة وربما نُفِّذت بيد مَنْ يدّعي الإسلام ، والإسلام منها بريء مهما كان ، وفي أيّ بلد وجِد ؛
لأنّ الإسلام دين سلم ، وحب ، ووئام ، ولا مكان للقوّة والسيف عنده إلاّ للدفاع عن النفس ، ودفع الأعداء ، ومنع الاعتداء على الأعراض والأموال والأنفس في البلاد الإسلاميّة. فهي حالة استثنائية وليست أصلية في الفكر والعقيدة ؛ لأنّ الإسلام ينطلق بدعوة الإحسان لتأليف القلوب وتوحيد المجتمع ، كما قال الله تعالى : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (١).
__________________
١ ـ سورة فصلت : الآية ٣٤.