للإنسانيّة ، ولا معنى للإنسانيّة ولا للأخلاق من دون معرفة الله تعالى.
وعندما ندخل إلى أجواء التربية الدينية لديننا ، نجد أنّ هذه المفاهيم (الخلقية) ليست فارغة ، وإنّما هي مليئة ، كالحقّ والعدالة ، والسّلام والتعايش ، والعفّة والتقوى ، والعفوية والصدق ، والاستقامة والأمانة ، فكلّها ألفاظ مليئة بالمعاني ولها منطلق وأساس.
والموضوع المهم هو : على أساس أيّ منطق يمكننا أن نبني الأخلاق؟ أيمكننا أن نجد للأخلاق منطقاً استدلالياً فلسفياً بعيداً عن طريق معرفة الله؟ كلاّ لا يمكن ؛ لأنّ الخلفية والرصيد لجميع هذه المفاهيم هي معرفة الله (والإيمان به) ، وإذا فُقد الإيمان أصبحت الأخلاق كقطعة نقود لا رصيد لها ، قد يكون البعض غير ملتفت إلى هذا الأمر ، ومنهجه عندئذٍ لا يكون مبنيّاً على أساس محكم.
ألم يكن الغربيون ـ ولا سيما الفرنسيون ـ أوّل مَنْ نشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ولكن أين كان هذا الإعلان أيّام الحرب العالمية الأولى والثانية؟!
ألم تكن هناك حقوق للإنسان في هذه المجالات؟ وأين هم كلّ الذين يتبجّحون اليوم بحقوق الإنسان ، وهم يدمّرون كلّ شيء يتعلّق بالإنسان وإنسانيّة الإنسان ، حتّى صار يحسد الحيوان ويتمنّى طعامه وكسوته؟!
هذا ما يحدث في عصرنا ونراه بأُمّ أعيننا ، في كلّ لحظة شيء جديد عن جرائم تُرتكب بحقّ الإنسان باسم حقوق الإنسان ، لماذا؟! لأنّ أقوالهم لم تكن مبنيّة على أساس رصين ، كما يقول الله سبحانه في كتابه المجيد : (وَمِنَ النَّاسِ