مثل : (مناسك حجّ المشاهد) ويقصدون بالمشاهد : القبور وأضرحة الأولياء.
ـ وبعضهم يعتقد أنّ الأولياء يتصرّفون في الكون وأنّهم يضرّون وينفعون ، والله عزّ وجلّ يقول : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) (١).
ـ وكذلك من الشرك النذر لغير الله ، كما يفعل الذين ينذرون الشموع والأنوار لأصحاب القبور (٢).
نقلت هذه الفقرة بطولها لأختصر الطريق ، وأقيك عزيزي القارئ من التنقّل من كتاب إلى آخر فأوفّر عليك وقتك وجهدك ؛ لأنّ الرجل جاء برأي الجميع ، وهذا زبدة القول عندهم في هذه المسألة التي اتّخذوها ديناً دون دين محمد صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّهم كفّروا الأُمّة كلّها ، ورموها بالشرك الأكبر نتيجة هذه العقيدة الفاسدة.
وإذا قلت لهم : وقبر النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله الذي كان مهوى القلوب المؤمنة منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام قبل أن يجود علينا الزمان بكم؟
لقالوا العجب العجاب ، تأمّل أخي القارئ :
يقول الألباني : إنّ من بدع زيارة المدينة المنوّرة قصد قبره صلىاللهعليهوآله بالسفر ، وإبقاء القبر النبوي في مسجده ، وزيارة قبره صلىاللهعليهوآله قبل الصلاة في مسجده ، والتوسّل به صلىاللهعليهوآله إلى الله في الدعاء ، وطلب الشفاعة وغيرها منه ، وقصد القبر
__________________
١ ـ سورة يونس : الآية ١٠٧.
٢ ـ محرّمات استهان بها الناس ـ محمد صالح المنجد ص ١٢ ـ ١٤.