وهذا آخر (عبد الرحمن بن عائش) يروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : (رأيت ربّي في أحسن صورة) تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
فقال لي (الله) : فيمَ يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟!
قلت : أنت أعلم ياربّ ، فوضع كفّه بين كتفيّ حتّى وجدت بردها بين ثديي!) (١) تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
والحافظ ابن الجوزي يروي ذلك عن ابن حامد المجسّم الحنبلي بهذا اللفظ : (ولمّا أُسري بي رأيت الرحمان تعالى في صورة شاب أمرد ، له نور يتلألأ ، وقد نُهيت عن وصفه لكم ، فسألت ربّي أن يكرمني برؤيته ، وإذا هو كأنّه عروس حين كشف عن حجابه ، مستوٍ على عرشه) (٢).
وبيّن الحافظ ابن الجوزي أنّ هذا كذب قبيح (٣).
وهذه أُمّ الطفيل تروي أنّ النبي صلىاللهعليهوآله رأى ربّه في المنام في أحسن صورة شاباً موفّراً ، رجلاه في خضرةٍ ، عليه نعلان من ذهب ، على وجهه فراش من ذهب (٤).
وبعد هذا البسط ، إليك عقيدة القوم في الله سبحانه وتعالى التي تبدو واضحة من عنوان الكتاب الذي ألّفه الشيخ محمود التويجري ، وهو (عقيدة أهل
__________________
١ ـ تهذيب التهذيب ٦ ص ١٨٥.
٢ ـ دفع شبهة التشبيه ـ لابن الجوزي ص ١٥١.
٣ ـ السلفية الوهابيّة ص ٣٢.
٤ ـ المصدر نفسه.