ذلك من أعضاء الآدميين.
ويقولون : بأنّه ينزل ويتحرّك ويأتي ، ثمّ يعقّبون على ذلك ليرضوا العامّة بقولهم ، بلا كيف ولا تشبيه! (١).
وأوائل مَنْ قال بالتجسيم في هذه الأُمّة استقاه من العقائد السابقة والديانات السالفة المزوّرة ، لا سيما ما دخل في ديننا الحنيف من إسرائيليات عن طريق عدد من اُولئك اليهود الذين دخلوا في دين الله بقصد الكيد والدسّ ، منطلقين من حقدهم الدفين على هذا الدين الذي لم يستطيعوا مقاومته بالعلن ، فأرادوا الدخول فيه ليعبثوا فيه من الداخل فيكون ذلك عليهم أسهل.
وبالتالي تكون مهمّتهم أبسط ما يكون ، بحيث يتعاطف معهم المسلمون الأوائل ويتقبّلون أقوالهم لأنّهم منهم وفيهم ؛ ولذا كان خطر المنافقين على الأُمّة أكبر بكثير من خطر الكفّار والمشركين ، وهم الذين وصفهم الله سبحانه في القرآن بقوله : (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٢).
فقد اندسّ في الدين الإسلامي من اليهود عدد من الأحبار والعلماء الكبار حتّى صاروا من أعاظم المحدّثين إلى يومنا هذا ، ككعب الأحبار وعبد الله بن منبه وأبو هريرة الدوسي ـ على أقوال ـ ، فنقولوا الكثير من الإسرائيليات ، وقصص الأنبياء من كتبهم ، ورووها على أنّها من السنّة النبويّة المطهّرة أو أحاديثه الشريفة ، وكثير من علمائنا الأعلام صنّفوا كتباً عن هذا الموضوع.
__________________
١ ـ السلفية الوهابيّة ص ٢١.
٢ ـ سورة المنافقون : الآية ٤.