تلك كانت مقدّمة موجزة عن الوهابيّة السلفية ، بحيث لا يمكن للباحث أن يتجاهلها إذا أراد أن يكتب عن تلك الجماعة من الناس كما سمّاهم ابن الآلوسي في كتابه (تاريخ نجد) ، لا سيما وأنّ عقائدهم استشرت ، وطرائقهم تفشَّت في الأُمّة كالنار في الهشيم إذا رافقه رياح قويّة في أواخر أيام الصيفية.
فالرياح جاءت عن السياسة وبعض الدول التي تبعت تلك الأفكار الضالة المضلّة ، وراحت تضخّ الأموال الطائلة في سبيل الدعوة لأفكار محمد بن عبد الوهاب ؛ للانقلاب على دين رسول الله محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن كانوا كما يحدّثنا ربّنا عن أهل جهنّم والعياذ بالله (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا) (١).
وهؤلاء كلّما جاء مجدّد منهم لعن الأُمّة وكفّرها وتشدّد أكثر من سابقيه ، وراحوا يتسابقون في إظهار انحرافاتهم عن الدّين والملّة الحقّة ، ويتفاخرون بالجرأة على الله ورسوله صلىاللهعليهوآله وأهل البيت الأطهار عليهمالسلام لإظهار العداء السافر والنصب الواضح لهم.
__________________
١ ـ سورة الأعراف : الآية ٣٨.