أو (وخز الضمير).
والشعور الأخلاقي يشبه الشعور الديني من حيث أنّ الخروج على الأخلاق أشبه بالخروج على القداسة الدينية ، ولكنّ مصدر القيمة الدينية خارجي عن الإنسان ، في حين أنّ الشعور الأخلاقي يستقي من الوجدان ذاته أحكامه الآمرة ، وهذه الأحكام تطرح على بساط البحث مصير الإنسان وخلاصه كما يطرحها الشعور الديني (١).
فالشعور الديني : هو الالتزام بالقواعد الشرعية التي حدّدها الشارع المقدّس (الله) سبحانه وتعالى في رسالاته المتتالية لبني البشر ؛ ولذا أطلقنا عليه أنّه من الخارج : أي خارج النفس البشرية. أمّا الضمير والوجدان فهما من الذّات البشرية من داخلها وصميمها فهما داخليان. وهنا نلتقي بالكلمة المشهورة عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام : «إنّ لله على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة ، وحجّة باطنة. فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة ، وأمّا الباطنة فالعقول» (٢).
ولهذا كان من المحتوم أن يحذّر الإنسان نفسه (الأمّارة) التي بين جنبيه ، ويحتاط ضدّ الانحياز ، والأحكام المسبقة ، والتقليد الأعمى. فأين الخير والشرّ من الوجدان ، إن كان الوجدان حائراً أو ضالاً ، أو شاكاً أو موسوساً ، أو مبطلاً طالحاً ، ولم يكن سليماً أصيلاً نيّراً ، واعياً مستقيماً ، بل معصوماً؟!
__________________
١ ـ المصدر السابق ص ١٢.
٢ ـ تحف العقول ص ٢٨٥.