في النار» (١).
البدعة : هي إحداث شيء ليس من الدين ، وإلصاقه بالدين والتعبّد به ، أو دعوة الناس إلى التعبّد به. وفي الحديث الشريف : «مَنْ سمعَ ناطقاً فقد عبده ؛ فإنْ كانَ الناطقُ مِنْ عندِ اللهِ فقدْ عبد اللهَ ، وإنْ كانَ منْ عندِ الشَّيطان فقد عبد الشَّيطان» (٢).
والحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله وأئمّة المسلمين كانوا دائماً يحذّرون الأُمّة من البدع الضالة ، وليس هناك بدع حسنة في الدين كما يقول العلماء ، ويتبرؤون منهم ويطردونهم من مجالسهم ؛ حتّى لا يفتتن الضعفاء من الأُمّة بهم.
وقصّة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله مع ذي الثدية حين دخل المسجد النبوي الشريف فأعجب الصحابة به ، فأمر أبا بكر بأن يأخذ السيف ويضرب عنقه ، ثمّ أمر عمر بذلك بعد أن عاد صاحبه دون أن يفعل بحجّة أنّه كان ساجداً يصلّي ، فعاد عمر بذات الحجّة ، فأخذ السيف أمير المؤمنين علي عليهالسلام فقال له صلىاللهعليهوآله : «اضرب عنقه إن وجدته».
فذهب إليه الأمير عليهالسلام فلم يجده ؛ لأنّه خرج من الباب الآخر للمسجد ، وكان هذا فيما بعد من رؤوس الخوارج ، وقُتل في النهروان مع مَنْ قُتل منهم يومذاك ، وبحث عنه أمير المؤمنين عليهالسلام مع أصحابه ولمّا وجدوه كبّروا (٣).
وكان ذلك بمثابة معجزة للحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّه أخبر عنه قبل أكثر
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ١٢ ص ٣٢٤ ، كشف الغمة ٢ ص ١٣٤.
٢ ـ وسائل الشيعة ١٧ ص ٣١٧.
٣ ـ انظر الإرشاد ص ١٥٠ ـ ١٥٢.