يأبى
الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجُدودٌ طابت ، وحُجورٌ طهرت ، واُنوفٌ حميةٌ ، ونفوسٌ
أبيّةٌ ، لا تُؤثر مصارعَ اللئام على مصارع الكرام. ألا قد أعذرتُ وأنذرتُ ، ألا
وإنّي زاحفٌ بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر»
.
فيزيد بن معاوية أو عبيد الله بن زياد
لم يرضَ منَّا إلاّ إحدى خصلتين كلتاهما مرّ :
١
ـ إمّا السلّة : أي السيف والحرب
، واستلال الأرواح من الأجساد.
٢
ـ وإمّا الذلَّة : أي الذلّ والهوان ،
والسَّوق أسرى إلى الكوفة كالعبيد والإماء.
ولكن هيهات هيهات! أي بعيد كلّ البعد عن
اُولئك اللئام أن يعطيهم الإمام الحسين سيّد الإباء ، وأصل الكرامة والشرف ما
أرادوا ؛ فهم على يقين من أنّ الحسين عليهالسلام
لن يختار إلاّ السيف والقتال حتّى لو كان وحيداً فريداً في أرض كربلاء.
وكان هذا الموقف واضحاً وجليّاً في
الخطبة الأولى لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام
على تراب كربلاء في أوّل يوم عاشوراء ، حين خطبهم بخطبة بليغة عظيمة وهو راكبٌ
فرسه ، معتمٌّ بعمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، لابسٌ درعه ومتقلّدٌ سيفه ، فقال في أوّلها :
«أيُّها
الناس ، اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم عليَّ ، وحتّى أعذرَ
إليكم ، فإن أعطيتموني النَّصفَ كنتم بذلك أسعد ،
__________________