قربةٌ إلى الله ، وإنْ تركتُهُ فإنّي أستغفر الله لذنبي وأسأله توفيقه لإرشاد أمري» (١).
وفي نهاية تلك الرسالة يعلن رفضه ليزيد اللعين بقوله : «وأخذك الناس ببيعة ابنك غلامٍ حدث ، يشربُ الخمر ، ويلعب بالكلاب ، لا أعلمك إلاّ وقد خسرت نفسك ، وتبّرت دينك ، وغششت رعيّتك ، وأخربت أمانتك» (٢).
هل يوجد أقوى وأصرح من هذه الكلمات الحسينيّة في رفض بيعة معاوية وابنه يزيد؟
إنّه يرى وجوب الجهاد لهم ؛ ولذا يستغفر الله بالتقصير من ذلك ، لأنّ جهادهم من أقرب القربات إلى الله ، ولكنّ الحين لم يحن ، وصلح أخيه الإمام الحسن عليهالسلام أجدر بالوفاء.
ولذا فإنّ الإمام الحسين عليهالسلام رفض في المدينة المنوّرة بيعة يزيد رفضاً قاطعاً ، وأعلنها نهضة ربّانيّة مباركة لإيقاظ الأُمّة إلى وجوب جهاد الحاكم الظالم ، وتنحية الطاغية عن دفّة القيادة للأُمّة الإسلاميّة ، فقال عليهالسلام : «مثلي لا يبايع مثله» ، وكان هذا هو البيان الأوّل للنهضة الحسينيّة ، وقد تقدّم.
٢ ـ رفض انتهاك حُرمة الكعبة :
(إنّ للبيتِ ربّاً يحميه).
كلمة انطلقت منذ آلاف السنين ، وما زالت تردّدها الأجيال فتسمع صداها في كلّ زمان ومكان ، منذ أن نطق بها سيدنا شبية الحمد عبد المطلب بن عمرو
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٤٤ ص ٢١٣ ، رجال الكشي ص ٥٠.
٢ ـ رجال الكشي ص ٣٢ ، أعيان الشيعة ١ ص ٥٨٢.