كلّ مقدّساتنا الإسلاميّة وعقائدنا الإيمانيّة ؛ ليسهل عليهم التسلّط والسيطرة علينا وعلى بلادنا وخيراتها كلّها.
فالحجّ أخلاق إنسانيّة ، ورسالة إيمانيّة رحمانيّة ، لا سيما شعائره الجملية البهيّة المنظّمة التي ترهب العالم المستكبر عندما يرون هذه الجموع المليونيّة بلباس واحد ، وطواف واحد ، وموقف واحد ، وهتاف وتلبية واحدة ، فيتساءلون : ماذا لو هتفت هذه الجموع بسقوطنا أو أعلنوا الحرب علينا؟
نعم ، هذا المؤتمر المبارك يبيّن أخلاقيّات رفيعة من أخلاقيّات الإمام الحسين عليهالسلام ، واحترامه لجدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله وأبيه المرتضى عليهالسلام ، والصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان ، فتراه يخطابهم بكلّ إجلال وتقدير واحترام وتبجيل ، ويذكّرهم بالقيادة الربانيّة والرسالة الإيمانيّة وواجبهم الشرعي تجاه ذلك كلّه ، ويأخذ اعترافهم وإقرارهم على كلّ ما يقول ، ويأمرهم بتبليغ الرسالة إلى أهل الصلاح والإيمان في كلّ البلدان.
وإليك أخي المؤمن تفاصيل المؤتمر كما ترويها الكتب المعتبرة لدينا :
لمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن علي (صلوات الله عليه) وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه ، فجمع الحسين عليهالسلام بني هاشم ؛ رجالهم ونساءهم ومواليهم ، ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسين عليهالسلام وأهل بيته. ثمّ أرسل رسلاً قال لهم : «لا تَدَعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله المعروفين بالصلاح والنسك إلاّ اجتمعوا لي ، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمئة رجل وهم في سرادقة عامّتهم من التابعين ، ونحو من مئتي رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، فقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :