في البداية هناك سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم هو : ما هي الأخلاق؟ أو أيّ نوع من الأخلاق تريدون؟
ولا بدَّ من نزهة سريعة في بساتين اللغة العربية ؛ لتقصِّي المعاني التي وردت في هذه المادة (خلق). فالنزهة في تلك الحقول اللغوية من أجمل النُّزه ؛ لأنّ لغتنا العربية من أجمل وأغنى لغات العالم قاطبة حيَّها وميَّتها.
قال صاحب (معجم المقاييس) : الخاء واللام والقاف أصلان :
أحدهما : تقدير الشيء ، كقولهم : خَلَقْتُ الأديم للسقاء ، إذا قدَّرته (صنَّعته).
والآخر : ملاسة الشيء ، كقولهم : صخرة خلقاء ، أي ملساء.
ومن الأوّل نأخذ معنى الخُلُق : وهي السجيَّة ؛ لأنّ صاحبه قد قدَّر عليه (١).
وأمّا صاحب (الوسيط) فإنّه قال في هذه المادة كثيراً ، وممّا قال :
١ ـ الخُلُق : حالٌ للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خيرٍ أو شرٍّ من غير حاجة إلى فكر ورويَّة.
__________________
١ ـ معجم مقاييس اللغة ٢ : الآية ٢١٤ بتصرف.