يبيد البشر ولا يسعدهم.
ومن يعِ كلّ هذا أو بعضه يمكن أن يعيش في سلام ذاتي يشعر فيه بالسعادة والأمن والاطمئنان ، وبقدر الوعي والعمل تكون النتائج إيجاباً أو سلباً.
فالسَّلام : ضرورة حضاريّة حقّاً ، طرحه الإسلام منذ أربعة عشر قرناً من الزمن ، وهو ضرورة لكلّ مناحي الحياة البشريّة اعتباراً من الفرد مروراً بالمجتمع وانتهاءً بالعالم أجمع.
والسَّلام : هو الذي يبني ويعلّي ويعلّم ويطوّر المجتمع.
والحرب أو العنف : هو الذي يدمِّر ويهدم ويقتل ويشرّد ، ولا يقي ولا يذر ، بل يدفع بالبشر إلى التخلّف والجهل والرذيلة.
ولأنّ سيّد الشهداء كان يعيش السَّلام في داخله ، فقد حمل مسؤوليّة تحقيق المشروع على عاتقه ، غير أنّ الطرف الآخر كان يريد من الحسين الاستسلام دون السَّلام ، ولا معنى لتحقيق السّلام مع الآخرين من دون أن تحقّقه مع نفسك ، فلا أحد أولى به منك.
ويفقد السَّلام قدسيته عندما تحمل اليد الملوثة رايته ، ذلك أنّ اللوث نجاسة مسرية وستسري إلى الراية من اليد. وقد كان يزيد بن معاوية يريد سلام السيف ، وقد رفع له راية بيد عمر بن سعد كُتب عليها (عجّلوا في قتل الحسين حتّى نصلّي جماعة)!
وإذا كان السَّلام ممنوعاً عنك فلا تتردّد في قبول خيار الدفاع عنه ؛ حتّى تصبح معركتك مقدّسة ، وهكذا كان الحسين يدافع عن الطهارة والسَّلام ، وهو الذي أنشد يقول :