السَّلام ثقافة وضرورة حضارية ؛ لأنّ الثقافة فكر نظري وتطبيق عملي ، فهذا لا ينفصل عن هذا ، وهذا لا يبتعد عن ذاك ، العلم والعمل ، الفكر والتطبيق ، النظري والعملي. والثقافة خليط من كلّ ذلك ، ولكلّ مجتمع أو بلد ثقافته المميّزة له عن الآخر ، وقد تتوحّد الثقافات ، وربما تختلف العادات ، وهذا أمر طبيعي في هذه الحياة.
فالسَّلام ما هو؟ وكيف مارسه الإمام الحسين عليهالسلام في نهضته ، تلك هي القضية؟ وقبل البسط في الحديث لا بدَّ لنا من مقدّمات تبسيطيّة لبعض المفاهيم ، باعتبار أنّ هذه الكلمة (السّلام) هي عبارة عن مفهوم عام ضبابي ، فلا بدَّ من العودة إلى كتب اللغة العربية ؛ حتّى نعرف المعنى الحقيقي لها في لغتنا الأُمّ ، ومن ثمّ التيمّم باتّجاه الجوانب الأُخرى وأطيافها المعاصرة. ولو سألت كلّ عباقرة البشريّة عن معنى (السعادة) لما حصلت إلاّ على آراء مختلفة ، تخبرك عن هوية أصحابها ونفسيّاتهم أكثر ممّا تخبرك عن المعنى الحقيقي للكلمة.
السَّلام : هو حالة من الهدوء والاطمئنان الذي يشعر بها الإنسان في نفسه ، وكذلك في أسرته ومجتمعه وأُمّته والعالم أجمع. فلا تعقيدات ولا قلق نفسي ،