«لا يُبعدنّك الله يا زُهير ، ولعن الله قاتليك ؛ لَعْنَ الذين مُسخوا قردةً وخنازير» (١).
إليك هذا القائد التاريخي لجناح الحسين عليهالسلام الذي كبر سنّه في طاعة الله ، وقضى نحبه بين يدي ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكان ممّن يستحق الخلود كشامة على خدود الدهر.
إنّه حبيب بن مظاهر الأسدي الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ومن شرطة الخميس ، وكان نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، ويصفه المؤرّخون بالوفاء ؛ إذ أنّه كان يوم الطفّ من أشدّ أصحاب الإمام سروراً وغبطة بما يصير إليه من الشهادة بين يدي ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد برز وهو يقول :
أنا حبيب وأبي مظهّر |
|
فارس هيجاء وحرب تسعر |
وأنتم منّا لعمري أكثر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |
ونحن أعلى حجّة وأظهر |
|
حقّاً وأبقى منكم وأعذر |
إذن هو وفيٌّ لمبدئه ، ودينه وعقيدته ، وبالتالي لقائده وإمامه وسيّده ؛ ولذا كان صاحب الوسام الرفيع ، لأنّ هذا البطل قد هدَّ مقتله الحسين عليهالسلام كما يقول المؤرّخون ؛ ولذا وقف القائد العظيم على الجسد المقطّع فاسترجع كثيراً ، وقال : «عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي» (٢).
فالوفاء من الجندي يقابله أخلاق عالية ، وأوسمة رفيعة من القائد.
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ٦ ص ٢٥٣.
٢ ـ حياة الإمام الحسين بن علي ٣ ص ٢٢١ ، تاريخ الكامل ـ لابن الأثير ٣ ص ٢٩٢ ، تاريخ الطبري ٦ ص ٢٥١.